تنشأ المرأة في مجتمعاتنا وفي ذهنها أسئلةٌ مصيريةٌ, تبحث عن إجاباتها خلال سنين حياتها طالت أو قصرت تلك السنين, والغريب في الأمر أن تلك الإجابات قد تأتي متأخرةً, وفي الغالب لا تأتي!!!
من هذه القضايا أو الأسئلة التي ربما لا يخلو برنامجاً اجتماعياً منها, لماذا تتجسس المرأة على زوجها؟ وهل هذا التصرف يخضع للتبريرات, وإن خضع فما هي تلك التبريرات؟
لم يأتي حديثنا عن هذه القضية عبثاً أو تكراراُ, أنما لأنها برزت على وجه مجتمعاتنا بممارسات أقرب إلى أساليب المخابرات منها إلى الغيرة الطبييعة, فلماذا كل هذا؟
تجولت بين أفكار النساء, منطلقة من تقافتي العربية الملتزمة والمثقفة, متجردةً من تلك الأفكار البالية عن المرأة وحقوقها, مبتدئةً من أن العربية تنشأ وفي نفسها قدراً لا يقدر من العزة بكرامتها التي ميزتها عن بقية النساء في هذا العالم, متمتعةً بدينٍ يحتويها ويكرمها, يخرجها من قوقعة المرأة الزينة إلى المرأة الإنسان, فكيف لها بعد أن تتربى على تلك العزة والأنفة أن تقبل بما يهينها, أليست الخيانة…. إهانةً؟ أليس الغدر والمرواغة…. خيانةً؟ أليس الكذب…خيانةً؟ فلماذا تقبل تلك الخيانة؟!
هنا تبدأ رحلة الأسئلة والإجابات, حيث أجابت معظم النساء حول مدى إمكانية تطبيق اّليةً معينةً لمراقبة زوجها, بأن ذلك يعتمد على وجود شكوكٍ أم لا, وعلى حجم تلك الشكوك, ومن هنا تنوعت الاّراء والأجوبة فكانت:
المجموعة الأولى : حتى مع وجود الشكوك فإنها لاتفكر أبداً في مراقبة زوجها أو التجسس عليه إن صح التعبير, لأنها إن قامت بذلك واكتشفت مالم تكن ترغب بمعرفته, ستكون النتيجة إما الإنفصال أو البقاء على حساب جرح المشاعر وانهدام الثقة, لذا يفضلن الصمت والتغافل.
المجموعة الثانية: ترى أنها لا يمكن أن تتغافل عن أي شكوكٍ, ولا تتردد في استخدام إحدى طرق المراقبة, في محاولةٍ للتوصل إلى الحقيقة التي ستشكل وجه العلاقة الزوجية في المستقبل, أما الطرق فقد تنوعت مثل: الإتصال بالزوج من أرقامٍ مختلفةٍ, إرسال الرسائل النصية والمصورة, القيام بالزيارات المفاجئة لموقع العمل, مراقبة هاتفه باستمرارٍ, ومنهن من قررن أن يستخدمن مواقع التواصل الإجتماعي بالدخول بحساباتٍ مزيفةٍ لمعرفة الحقائق, وأضفن أن طبيعة المجتمع لها دوراً كبيراً في نوعية الطرق المستخدمة.
المجموعة الثالثة: ترى أن الخيانة أو التصرفات التي تسيء لأي زوجةٍ, لابد أن تنكشف بيومٍ من الأيام ولا داعي أبداً للمراقبة, أما لحظة ظهورها فتكون لحظة انتهاء العلاقة, لأن مثل تلك الأخطاء مهما كانت صغيرةً, فإنها تعد مؤشراً هاماً على طبيعة العلاقة ومتانتها.
وبالنظر إلى تلك الاّراء, نجد أن المطلب الوحيد وراء كل التصرفات هو الثقة والتعامل بوعيٍ ومسؤوليةٍ مع شريك الحياة, ليس أكثر.
0 Comments:
إرسال تعليق