إذا كانت مناعتنا الجسدية شديدة الحساسية تجاه مواد معينة فإنه على الأرجح أن مناعتنا العاطفية قد تعاني جراء مواجهات شخصية معينة مما يسبب أعراضاً نفسية مؤلمة. وبالتالي يمكن لشخص يعاني من حساسية تجاه الفراولة مثلاً أن يعاني من حساسية عاطفية تجاه تصرف معين مثل الصراخ على سبيل المثال.
لا أحد يحب الصراخ (معظمنا على الأقل) ولكن إذا تصورنا ردود الفعل المختلفة للأشخاص خلال أو بعد الصراخ عليهم سنلاحظ مدى اختلاف نتائج هذه التجربة العاطفية على كل شخص. فنجد أشخاصاً قد يضحكون أو يلتزمون الصمت أو يبادلون بالصراخ وأشخاصاً قد يشعرون بنوبة غضب رهيبة تكون قوية وخطيرة تماماً مثل نوبة الربو.
وبالتالي يكون تعريف الحساسية العاطفية كالتالي:” ردة فعل عاطفية مؤذية أو حالة ذهنية تأتي نتيجة مواجهة سلبية أو غير سارة وتترافق مع تغيرات نفسية وجسدية”. (ثمينة شاهيم 2010)
عندما نعترف بوجود الحساسية العاطفية بدرجات مختلفة من الضروري تحديد أنواع الحساسية العاطفية لديك لتعي ما هي مسبباتها وتتحكمي بردود الفعل بشكل أفضل وأهم شيء لتفسر للأشخاص الذين تتعامل معهم يومياً أن يتجنبوا التصرفات التي قد تفجر القنبلة الموقوتة في داخلك.
وبعد إجراء العديد من المقابلات مع أشخاص مختلفين حول هذا الموضوع خلصنا إلى لائحة تضم حالات الحساسية الأكثر شيوعاً لديهم:
- التهكم “هل ستنهض أبداً من السرير أم ماذا؟”
- الصراخ والتكلم بصوت عال
- الإكثار من الشتائم في الكلام
- النقد الظالم
- التعميم ” أنت لا تقوم ابداً بأي شيء صحيح”. استخدام كلمة أبداً أو دائماً قد تثير غضب الكثيرين
- تكرار الطلب للقيام بشيء ما “عزيزي هل بإمكانك شراء البيض لدى عودتك إلى المنزل؟”
- كتابة الرسائل النصية والتكلم في الوقت نفسه
- الأماكن المزدحمة
- المبالغة أو الكذب
- تقليب القنوات
- الأجوبة غير المباشرة
- الأسئلة الكثيرة
- بعض الألوان
- الأشخاص الذين يقطعون جملهم في نصفها
- اللعب بالأقدام
- التأخير
- القيام بأصوات مزعجة خلال الطعام لدى اصطدام أدوات المائدة بالصحون
- الأخطاء النحوية أو اللفظية
- الأخطاء الإملائية المزعجة
- تعابير وجه معينة (الاستياء الدائم أو السعادة المفرطة)
لدى قراءة اللائحة الرجاء التمييز بين العادات السيئة والمزعجة وبين ما نصفه بالحساسية العاطفية. فهذه الحساسية قد لا تؤثر على كل الأشخاص بينما يتفق الجميع على أن العادات السيئة وقحة ومثيرة للغضب. كما وأن ردود الفعل تجاه السلوك المزعج تكون أقل حدة من الحساسية المفرطة أو حتى الشعور بالاشمئزاز تجاه سلوك مسبب للحساسية.
وتتضمن ردود الفعل النموذجية تجاه الحساسية العاطفية ما يلي:
- خفقان القلب
- الغضب والانفعال
- القلق
- الارتباك
- الانزعاج
- الحزن
- الاستسلام
- الاستياء
- الارهاق والتعب
يزداد التأثير النفسي للحساسية العاطفية مع الوقت لذا تتفاقم ردات الفعل السلبية في كل مرة تتعرض فيها لذلك السلوك أو الموقف.
تكمن الخطوة الأولى في مناقشة هذه المشاكل مع الأشخاص الذين نحبهم والذين نتعامل معهم باتنظام. لا يجب أن نتصرف مثل شرطة السلوك مع الآخرين لأن ما يزعجنا قد لا يلفت حتى انتباه شخص آخر. ولكن من الضروري التعبير عن الحساسية المفرطة لدينا.
كلما تعرضنا للسلوك المسبب للحساسية كلما ساءت الأعراض وانخفضت المناعة العاطفية لدينا. لذا لا تشعري وكأنك غير عقلانية. إذا أحسستي بانزعاج من ردات الفعل النفسية والجسدية فهذا دليل على ضرورة مناقشة المشكلة وعدم إهمالها. وإلا فستتعرض علاقتك إلى معاناة مما سيوصلها إلى خط النهاية.
بالطبع لا ينبغي علينا استخدام هذه الحساسية كذريعة للحصول على مبتغانا أو لنكون عنيدين ولا نقبل بالمساومة أو لإخفاء أي استياء داخلي. يجب تفهم الحساسية العاطفية بشكل جيد لنستطيع التعبير عن الاستياء مباشرة لدى حصول الحادثة بدل الانتظار لسنوات قبل التحدث عنها. لأن آخر ما ترغب بسماعه من الشخص الآخر هو “لم يزعجك هذا الأمر من قبل لماذا أصبح يزعجك الآن؟”.
لذلك وكما تحذري النادل من وضع المكسرات في وجبتك بسبب الحساسية تجاهها حاولي التخلص أو الحد من السلوك الذي يدفعك إلى الجنون في حياتك.
0 Comments:
إرسال تعليق