الحكم بالسجن 15 عاما على الشاعر "ابن الذيب"
ولم يشكل الحكم لدى جمهور "ابن الذيب" والمتعاطفين مع قضيته أي علامة تحسن رغم الحكم الذي ألغى تأبيد محكمة أمن الدولة له؛ كونهم كانوا يأملون بالحكم ببراءته على خلفية اتهامات يرون ابن الذيب بعيد عن الخوض فيها، ويظهر ذلك جليا في وطنيته الظاهرة.
وأحرجت قطر نفسها، بعد تصاعد قضية الشاعر الشعبي ابن الذيب، وإدانته بتهمة قلب نظام الحكم، على خلفية قصيدة قالها العام الماضي عنونها بـ"ثورة الياسمين"، خاصة وأنها الدولة التي تبث قناة الجزيرة ذات "الرأي والرأي الآخر" على رأي جمهور من المعترضين.
وكان الشاعر ابن الذيب ظهر في تسجيل يُعتقد أنه منسوب إليه بعد يوم من إدانة من قبل محكمة أمن الدولة في الدوحة بتهمة "قلب نظام الحكم وإهانة الذات الأميرية" كشف من خلاله بعضا من أسرار محاكمته.
وبدأ ابن الذيب كلمته باستعراض مقالة الكاتب البريطاني المطلع والباحث في شئون الخليج والشرق الأوسط، روبرت فيسك الذي يكتب بصحيفة (الاندبندنت) حيث قال: "أن لقطر أطماع كأطماع الامبراطورية البريطانية العظمى عندما رأى ما رأى النفوذ السياسي الكبير.. قطر تحاول وربما نجحت في أن تقنع المجتمع الإقليمي والدولي أنها تقدم المبادئ على المصالح من باب الأخوة الإسلامية".
وأضاف الشاعر القطري في التسجيل المنسوب إليه في استعراضه لما كتبه روبرت فيسك: "أن النفوذ السياسي لقطر لم يكن ليتحقق لولا وجود ركائز أساسية وفق القول، ومنها أن قطر بلد ديمقراطي يضمن الحرية للفرد بمختلف التوجهات الفكرية، والعدالة الاجتماعية" وأضاف أنه وعلى هذا الأساس صُنعت قناة الجزيرة، مع جرأة غير مسبوقة لرئيس وزرائها ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر.
ومن حديث الشاعر ابن الذيب أن "كل ذلك النجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود حاكم يهيئ لهم أرضا مناسبة (ويقصد فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة) الذي استطاع أن يتجاوز بقطر حدود الإقليمية نحو العالمية".
وأوضح الشاعر في الكلمة المنسوبة إليه، بعد استعراضه فيها قبائل وعائلات قطر العديدة، بيّن أنه محمد القطري وأنه "ابن قطر التي ترفع لواء الحرية والديمقراطية والمساواة، التي دعمت كذلك الثوار في ليبيا وفي مصر وتونس، والثوار في اليمن" مستغربا بعد مقدمته كيف لبضعة أشخاص في الدولة "يضربون الناس باسم القانون".
وكانت منظمة العفو الدولية كانت انتقدت سجن "ابن الذيب" وأشارت إلى أن الشاعر احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر قبل أن يُسمح له باستقبال الزيارات العائلية في اعقاب استدعائه واعتقاله من قبل جهاز أمن الدولة القطري، وسجن العجمي طيلة العام "انفراديا" قبل أن ينتقل قبل أشهر إلى سجن عام سمح فيه لعائلته بزيارته بعيدا عن سجن أمن الدولة.
كذلك منظمة (هيومن رايتس ووتش) اعتبرت أن الشاعر الذي يميل معه عدد كبير من المتابعين للتأييد، وحكم اليوم عليه يمثل "دليلاً إضافياً على ازدواجية معايير قطر فيما يخص حرية التعبير".
0 Comments:
إرسال تعليق